كنت في السادسة عشر من عمري أعيش في إحدى ولايات أمريكا، وأسرتي من نوع (البروتستانت) المتشددين.. أسرة لها اسمها الكبير في الولاية. أذهب معهم إلى الكنيسة كل أسبوع للصلاة. أستمع إليهم كل يوم أحد ما يرددونه حول الإسلام والمسلمين. يقولون أن المسلمين يحبون القتل وسفك الدماء والإسلام دين عنف وإرهاب. يقولون أن المسلمين أناس في منتهى الغباء والإجرام؛ ليس عندهم حرية ولا ديمقراطية! يفتخرون بتعدد الزوجات (أربعة). بعد أن سمعت كل ذلك تكونت عندي فكرة تسود عليها الحقد والكراهية تجاه هذا الدين دون أن أرى مسلمًا في حياتي!
بدأت أفكر هل هذا الكلام صحيح؟ كل ذلك وضعته في جانب، والجانب الآخر وضعت فيه شيئًا أخرًا وهو ( أربع زوجات ) كيف. كيف. كيف؟
وانتهت الصلاة وذهبت إلى بيتي وبدأ فكري وعقلي يدور، لم أستطع التحكم كلما أردت أن أتجاهل هذا الموضوع لم أستطع. هل هذا الكلام واقعي؟ ورغم أنني أذهب إلى الكنيسة معهم لكن كان عندي شيء من الشك يراودني بأن هذا الدين وهذه الصلاة ليست هي الحق. ذهبت إلى عملي وكل من عاش في أمريكا أو ما يشبهها يعرف أنك مهما كان عندك من المال لابد أن تعمل؛ خصوصًا وقت الإجازة الصيفية.
وخلال وقت عملي دخل شاب أسمر البشرة. وعندما رأيته قلت لزميلتي دعيه سوف أتولى الأمر، وقلت له تفضل إلى هنا اجلس، وأعطيت له قائمة الأسعار. وطلب كوبًا من الشاي و فطورًا، ثم قال أرجوك أخبري الطباخ ألا يطبخ البيض على نفس المكان الذي يطبخ علية الخنزير. سألته: هل لي أن أسأل لماذا؟ أجاب لأنني مسلم.
تغير لون وجهي وصارت تسري النار في جسمي، وبدأ حالي يتغير وخشيت أن يلاحظ ذلك الزبائن، لكني تمالكت أعصابي. ألقيت علية أول "قنبلة": أنتم الذين تتزوجون أربعة أزواج؟ بكل بساطة وهدوء أجاب: "الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يقول إن لم تعدل فواحدة تكفي." قلت له: لا.. لا.. لا.. أريدك أن تثبت لي هذا الكلام. بكل هدوء قال: إن شاء الله.
بدأت النار تسري فيّ من جديد، وقلت له: ومن هو الله عندكم؟ أجاب: الله الذي لا اله إلا هو لا شريك له، لم يلد ولم يولد.
اشتدت النار عليّ وكاد أن ينفذ صبري ولكنني في مكان عمل. قلت له أنت عندك رب غير عيسى؟ أجاب: نعم، ولكن الإجابة تحتاج إلى وقت ومكان غير هذا للشرح.
لكني كنت ما زلت أغلي في نفسي، فلماذا لم أر الأشياء التي سمعتها عنهم في الكنيسة؟ ماذا يحدث؟ هل هذا صحيح أم أنه يمثل؟ خرج وقال سأعود غدًا إن شاء الله بالدليل.
ذهبت إلى بيتي وأنا لا أدري ماذا حدث لي.. أفكر وأفكر وأفكر.. متى يأتي الغد؟! وأخيرًا جاء الغد وذهبت إلى العمل أنتظره وأقول متى يأتي بالدليل؟ لن يأتي بالدليل! هم جبناء ومجرمون كما تعلمنا! وأخبرت زميلاتي بالموضوع. والكل حول أنظاره إلى خارج المطعم.. أحدنا تقول سوف يأتي، والأخرى تقول لن يأتي. وزميلاتي هؤلاء أصحاب ديانات مختلفة.
وخلال حديثنا نظرت من زجاج النافذة ورأيته أتى متجهًا إلى المطعم وفى يده كتاب وأوراق. صار الكل يقول لقد أتى، لقد أتى ومعه الدليل؛ الدليل في يده. وفي هذه اللحظة لا أدري ماذا حدث لي؛ تحولت النار إلى شيء آخر. بدأت أهدأ فلا أريد الهجوم.. لا أدرى ماذا حدث لي.. دخل و ألقى التحية والكل ينظر إليه، وجلس وبسرعة أحضرت له كوب الشاي. ثم أخذت الإذن من المديرة بأن أجلس كي أناقش معه الموضوع؛ فوافقت. جلست وسألته كيف حالك وكيف حال عملك؟ لم أسألك بالأمس من أنت ومن أي بلد وكيف حال أسرتك؟ وبدأ يتعجب ثم قال ألم تسأليني عن الدليل؟ قلت له لا لن أسألك على الدليل. تعجب وقال لن تثقي بي. قلت بلا أثق بك! ودار الحوار وأنا أفكر هل هذا صحيح؟ كيف هم يقتلون الناس و يحبون الدماء وغدارين كما علموني؟ هل هذا صحيح؟ لم أرَ حتى الآن إلا الصدق وحسن الكلام. و بدأ الكلام من هو الله الذي تكلمت عنه بالأمس وشرح لي. وسألت من هو إذن عيسى؟ أجاب وشرح لي القصة، ثم ألقى علي سؤال كان كالصاعقة. سألني: إذا كان لديك طفلة وأردتِ أن تشرحي لها قصة عيسى، فأي قصة ستخبرينها؟ القصة التي تعلمتيها في الكنيسة، أم القصة التي شرحتها لك الآن؟
وكان الجواب دون تردد: سأشرح لها القصة التي شرحتها لي الآن (من القرآن)!
ثم انتهى اللقاء على أساس أنه سوف يأتي لي بكتب إسلامية تشرح حقيقة الإسلام وسمو مبادئه وعدالتها، وأنه دين الرحمة.
ذهبت إلى أسرتي ودار النقاش بيني وبينهم وشرحت لهم ما حدث. قالوا لي: ابتعدي عن هذا المسلم الشرير! ابتعدي عن هذا المسلم القاتل!
قلت لهم إنه ليس بشرير، وليس بقاتل؛ بل إنه صادق.
سألوني ماذا قال لك؟
فكانت المعركة الكبرى؛ قلت لهم قصة عيسى –عليه السلام- الذي شرحها لي. فلم أجد إلا الأصوات ترتفع والاستنكار والتهديدات يعلوان، ثم هددوني بالطرد من البيت.
ذهبت وشرحت للشاب المسلم القصة، وبعد شهور ازداد الأمر عليّ سوءَا فعزم أهلي على طردي من البيت. وأخبرت الشاب وفاجأني بعرضه علي الزواج، فوافقت في الحال. وذهبت إلى والدتي وعرضت عليها الأمر لكنها قابلت الأمر بردة فعل عكسية. حاولت تهدئتها، وأخبرتها بعزمي على الأمر وعدم تراجعي.
بعد أيام تم الزواج وانتقلت إلى بيت زوجي ورأيت الزوج المخلص الذي يعرف كيف يتعامل مع زوجته. فأصبح يحضر لي الكتب والشرائط الإسلامية، ولم يرغمني على الدخول في الإسلام، ولكن كان يتمنى ذلك بشدة.
وبعد تفكير واقتناع، اتخذت أهم قرار في حياتي. سوف أقولها.. سوف أنطقها.. سوف أعترف.. لا إله إلا الله محمد رسول الله... أخيرًا قلتها من أعماق قلبي. أخيرًا نطقتها بكل اقتناع. أخيرًا أخرجتها. وظللت أبكي وأبكي. هل أبكي من الفرحة أم أبكي على ما قد ضاع من عمري في الكفر؟ أبكي وأبكي. تذكرت قول الله سبحانه وتعالى: (إن الله يغفر الذنوب جميعًا). شعرت بأني أريد أن أصعد إلى أعلى مكان في العالم و أصرخ بأعلى صوتي وأقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.. أريد أن يعرف العالم كله أني قد أصبحت مسلمة.. أريد أن أذهب إلى كل أصدقائي وأخبرهم بروعة الإسلام.. أريد أن أخبرهم عما أحس به.. أشعر بأني مولودة جديدة..
أخرجت كل ما كان في قلبي من شِرك، وسوف أملأه حبًا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم. أريد أن أتجه إلى الدعوة في سبيل الله وأنقذ من في غفلة من أمره. وبالفعل أصبحت أدعو من حولي وأكرمني الله سبحانه بهداية كثير من زميلاتي إلى الإسلام، بالرغم من أني حاولت دعوة أسرتي لكن دون جدوى. فتذكرت قول الله سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت)
مرت السنون ورزقني الله سبحانه وتعالى بأربعة أطفال. قررنا أن نغادر هذه الدولة إلى ديار الإسلام ونهتم بتعليم أولادنا اللغة العربية والقرآن الكريم. أردت أن أقضي حياتي بين أهلي المسلمين وأعيش بينهم. أريد أن أتعلم اللغة العربية وأعلمها لأولادي. تركت أهلي وبلدي وكل شيء ابتغاء رضوان الله. و غادرت... ولكن كانت المفاجأة الكبرى! وجدت في كثير من الأحيان مسلمين بلا إسلام! مــــــــــنــــــقـــول من شبكة دروب الاسلام للفائدة
drawFrame()
سبحان الله اخواني و اخواتي الفرق بين من يسلم مجددا في الدول الغربية و بين من ولد و عاش مسلما ... اننا فقدنا الشعور بالاسلام كدين و هوية و اصبح كل ما نقوم به ليس اكثر من عادة ولدنا و تربينا عليها ... فنجد انفسنا اسرع ما نتناسى مبادئنا و اسرع ما نتخلى عنها لانها ليست متاصلة في اعماقنا ... انما هي مقلدة و روتينية .... فنرى المسلمون يسمعون الاذان كل يوم و لكن هل له ذلك التاثير الذي يشعر به من اسلم باقتناع و بحث و تحري فتجده يبكي و يجل كل حرف من حروف ذلك النداء ....
نعم للاسف شعوبنا الاسلامية تحمل شعار الاسلام و لكن لا تحمل مبادئة و لا تتبناها ... فنجد الكذب و الخداع بين العلاقات ... و نجد النفاق و الواساطات في كل الدوائر الوضيفية ... و نجد انعدام الاحتشام في نساء المسلمين و ضياع الشباب و انتشار الفساد في كل مكان ... هذا و نحن من نحمل اجمل نعمة و اجمل دين .... يا اخواني المسلمون الغير عرب يفتخرون و يدفعون اموالا طائلة و بلا حساب لتعلم اللغة العربية لغة القران الكريم .... و نحن نحترم و ننظر بانبهار لمن يتحدث اي لغة اخرى و هذا لا يعني ان لا نتعلم لغة اخرى لا ابدااا... فمن تعلم لغة قوم امن شرهم و لكن اصبح استخدام اللغة العربية موضة لا تجاري العصر في بلداننا للاسف تماما كمبادئ كثيرة نحن نتناساها.