عمال غزل المحلة المعتصمون
القاهرة - محرر لينك - واصل عمال شركة غزل المحلة اعتصامهم لليوم الثاني علي التوالي وطالبوا بوضع حل جذري لازمتهم وصرف المستحقات الخاصة بهم وتحسين الرواتب والرعاية الطبية وربط الحوافز الشهرية بنسبة مذوية من الراتب الاساسي وحل مشكلة المواصلات خاصة في اوقات خروج الوردية الليلية.
وطالب العمال بتنفيذ وعود الحكومة في حالة زيادة الأرباح والتي وصلت الي60 مليون جنيه وذلك من خلال رفع سقف الأرباح الي12 شهرا.
كما طالبوا أيضا بعزل رئيس مجلس ادارة الشركة محمود الجبالي وعلقوا دمية مشنوقة تمثله على أحد أعمدة البوابة الرئيسية للشركة التي توقفت مصانعها عن العمل.
وتضاربت الصحف الحكومية في تقدير عدد العمال المستمرين في اعتصامهم حيث قالت جريدة الجمهورية أنهم 7 آلاف بينما قالت الأهرام أن عدد العمال المعتصمين 16 ألفا وكانت السيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة قد طالبت بضرورة الالتزام بالشرعية وأن تكون المطالب عادلة مؤكدة أن هناك قانونا يحكم عمل الشركات لابد من الالتزام به وأن الحكومة حريصة علي اقرار علاقات عمل تحقق الاستقرار في الأوساط العمالية ولكن مع التأكيد علي أن تكون المطالب في اطار القانون.
وقدمت الشركة مؤخرا بلاغات رسمية ضد عدد من العمال واتهامهم بدعم الاعتصام وتم اغلاق المستشفي وكذلك الحضانة.
وقالت مصادر في مدينة المحلة الكبرى الاثنين ان العمال المعتصمين هددوا باللجوء للعنف اذا لم تستجب الحكومة لمطالب تقدموا بها للحصول على حوافز مالية.
وأعطي العمال مهلة48 ساعة للحكومة لبحث مطالبهم مشيرين إلي أن الأمور ستتطور اذا لم يتم الاستجابة لطلب تغيير ادارة الشركة.
وقال مصدر ان العمال أبلغوا مسؤولين أمنيين بأنهم غير مسؤولين عما سيحدث داخل الشركة ما لم يستجب لمطالبهم خلال 48 ساعة.
وأضاف المصدر أن تحذير العمال ينطوي على تهديد باللجوء الى العنف بما في ذلك اشعال حرائق.
وتابع أن عمالا ضربوا مسؤولا في الشركة حين وجدوه بينهم يوم الاحد ضربا مبرحا وأن المسؤول نقل الى المستشفى للعلاج في حالة غيبوبة كما تعقبوا مسؤولا اخر لكنه احتمى بالمصلين في مسجد الشركة.
وقال المصدر ان رئيس وأعضاء مجلس ادارة الشركة تجنبوا الظهور في مكاتبها لليوم الثاني على التوالي خوفا من البطش بهم.
وأضاف أن العمال غضبوا من قرار الشركة احالة عدد من قياداتهم الى النيابة العامة للتحقيق معهم بتهم بينها التحريض على الاعتصام.
وكان عمال الشركة الذين يصل عددهم الى 27 ألفا أنهوا اعتصاما في ديسمبر استمر ثلاثة أيام بعد استجابة الحكومة لمطالب مالية تقدموا بها.
وقال شاهد ان العمال علقوا يوم الاثنين لافتة كبيرة على مدخل الشركة كتبت عليها عبارتان هما يا رئيس الجمهورية أين حقوق العمال.. ومعتصمون حتى الموت من أجل قوت أولادنا.
وقد استمر الكردون الأمني الثلاثاء حول الشركة وتم تأمين مداخل ومخارج الشركة والشوارع المحيطة.
وكان تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات قد كشف عن وجود مخالفات عديدة بالشركة.
من جانهم واصل العمال إضراب عن العمل لليوم الثاني علي التوالي داخل أسوار الشركة وطالبوا العمال بإقالة رئيس مجلس الإدارة، وتنفيذ وعود عائشة عبدالهادي لهم والتي اعلنتها يوم 14 يوليو الماضي بتطوير جدول مرتبات العاملين خلال سنة، ووضع نموذج للحد الأدني للأجور لجميع العاملين بقطاع صناعات الغزل والنسيج.
وأكد المهندس محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس ان ايقاف العمل بشركة غزل المحلة يؤدي الي خسائر يومية تقدر بحوالي 4 ملايين جنيه يوميا علي الاقل ستتحملها بعد ذلك الشركة.
وطالب العاملين الشرفاء ان يعودوا الي عملهم فورا والاهتمام بزيادة الانتاج حفاظا علي مصدر رزقهم وعدم الالتفات الي العناصر غير المسئولة التي لا يهمها مصلحة الشركة ولا مصلحة العمال
وأكد سعيد الجوهري رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج استمرار الاعتصام وأشار إلي ضرورة الالتزام بالشرعية وإعادة تشغيل المصانع تجنبا للآثار السلبية المترتبة علي توقف العمل
وأضاف أن عقد الجمعية العمومية سيتم بعد عيد الفطر بعد أن ينتهي اعتماد الميزانية تمهيدا لصرف الأرباح
وقال: إن الموافقة علي صرف40 يوما كجزء من المكافأة السنوية قبل عقد الجمعية العمومية تعكس التعاون الذي تبديه الشركة القابضة.
وأكد أن موضوع عقد الجمعية العمومية أساسي وستعقد بعد عيد الفطر المبارك بعد الانتهاء من اعتماد الميزانية حتي تعرض علي الجمعية.
وأعلنت حركة عمال من أجل التغيير تضامنها مع عمال غزل المحلة وحقهم في تحسين أجورهم وزيادة الأجور المتغيرة وبدلات طبيعة العمل والحوافز والعلاوات الاجتماعية.
وتناول عمال وعاملات شركة غزل المحلة وجبة الإفطار بعد يوم صيام شاق في ميدان طلعت حرب بجوار مبني الإدارة حيث قام ممثلو الأحزاب والنقابات والأهالي بتقديم بعض طعام الافطار للعمال المعتصمين، حسبما ذكرت جريدة الوفد.
وجبات افطار العمال كشفت تدني الحالة المعيشية لجميع العمال، أغلب وجبات الافطار كانت عبارة عن بلح ومكرونة وأرز وفول وبطاطس والبعض أفطر علي فول
أحد العمال قال بصوت عال اثناء الافطار الله يخرب بيوتهم احنا بنفطر علي طعمية وفول مش كباب زي اللي بيكلوه الكبار.
وعلق اخر الحمد لله علي العيش والسلطة ولكننا سنظل رجالة حتي تتحقق مطالبنا.
وقام المهندس سعد الحسيني عضو مجلس الشعب عن دائرة المحلة بزيارة العمال المعتصمين داخل مقر الشركة، وأعلن استمراره في الدفاع عنهم حتي تتحقق مطالبهم المشروعة طبقا للقانون واللائحة الخاصة بالشركة.
طالب الحسيني العمال بالحفاظ علي ممتلكات الشركة وأكد العمال أن إضرابهم لن يخرج عن الإطار السلمي وأشاروا الي ان المؤسسات الاقتصادية العالمية حددت مبلغ 240 دولارا للأسرة كحد أدني للفقر وهو ما يساوي 1200 جنيه شهريا وقالوا أن جميع العمال يعيشون طبقا لهذا المعدل تحت خط الفقر.
وردد المعتصمون هتافات معادية للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقالوا:نظيف بيه يا نظيف بيه.. كيلو الكوسة بـ6 جنيه.
وتصاعدت الأزمة بعد القرار المفاجئ لوكيل نيابة ثان المحلة، والذي صدر مساء الاثنين بحبس 5 من القيادات العمالية بالشركة لمدة 24 ساعة، وهم: مجدي شريف وفيصل لقوشة ومحمد العطار ووائل عبدالوهاب وجمال أبوالإسعاد.
قرار النيابة جاء بعد استدعاء القيادات الخمسة للتحقيق معهم في البلاغ الذي قدمه محمود الجيلاني رئيس الشركة ضدهم.
اتهم رئيس الشركة في بلاع 7 من القيادات العمالية بتوزيع منشورات داخل الشركة وتحريض العمال علي الإضراب مما تسبب في خسائر بلغت 10 ملايين جنيه يوميا كما اتهم رئيس الشركة القيادات العمالية بترديد هتافات مهينة ضده.