كل شيء معقول في زمن اللا معقول ... دينار واحد يخرج من جيب موظف كادح يعاني ما يعاني من ضغوط الحياة يسهم بشكل او باخر في توسيع ثراء متسول محتال.
عجيبه هذه الحياة . اناس بسطاء يمنحون جزءا مما يملكون تقربا الى الله . بينما يلهثون للحاق بحافلة نقل الركاب وسعيد الحظ من يجد مقعدا شاغرا يريحه من عناء المطارده اليوميه لوسائل النقل . بينما يستقل المتسول المزعوم سيارته الخاصه بعد انتهاء ساعات عمله المربحه.
التسول هو على الاغلب من الاطفال الابرياء وصغار السن وفي عمر الورود عصفت خشونة الحياة ومصاعبها ببرائتهم التي لم يبقى منها سوى تلك الملامح الطفوليه التي تختفي خلف غيوم البؤس وعدم النظافه تراهم يتوزعون في الساحات العامه ويتبادلون الاماكن بحركه شطرنجيه منتظمه ومحسوبه فتراهم ينتزعون النقود من عامة الناس تارة بالتوسل والتقبيل وتارة بالاحراج والالحاح وفي احيان متباعده ينتزعون النقود بقوة السلاح من قبل افراد الشبكه المراهقين عندما يفرغ الشارع من الماره .
بعض هولاء المتسولين يقول انني احصل خلال ثلاث ساعات تقريبا اكثر من خمس دولارات وهذا يعني في اليوم الواحد اكثر من خمسه عشر دولار وهذه حصيلة متسول واحد مبتدء وبعض المتسولين يعملون اثنتى عشر ساعه يوميا اي اربعمائه وخمسون دولار شهريا وهذا ما يعادل راتب موظف كبير او يزيد . وما خفي كان اعظم .
اما خفايا عالم التسول .
بعض ضعفاء النفوس يقومون بتأجير ابنائهم وابائهم وامهاتهم واخوانهم مقابل راتب شهري على ان يتكفل المستاجر بتوفير الطعام والسكن للاجير المجبر .
تاجير الاطفال عمل طبيعي في اخلاقيات المتسول لكن اجبارهم على تناول الحبوب المنومه بشكل يومي لكي يبدو عليه علامات المرض وما يسند ادعاءات المتسولين فهذا هو الامر الاكثر فظاعه .
اما عن اسعار استئجار بني البشر . فثمن تاجير الطفل المعاق ضعف ثمن تاجير الطفل السليم .
اعاذنا الله واياكم من هذه الظاهره الخطيره
ناقشونا اخواني واخواتي