البيئة الصحية المدرسية طموح يمكن تحقيقه
البيئة الصحية المدرسية ( سواء الحسية أو المعنوية ) تعتبر إحدى مكونات الصحة المدرسية الرئيسية ولها دورها المؤثر سلبا وإيجابا في صحة الطالبات وفي جعلهن يفعلن كل مقدراتهن الكامنة ومن الصعب تربية الطالبات على مبادئ الصحة المدرسية بصورة فعالة إذا كانت البيئة المدرسية تخالف مبادئ حفظ الصحة وأقصد بذلك المباني المدرسية .
مما لاشك فيه أن المبنى الجديد يساعد منسوبات المدرسة بشكل كبير جدا في تنفيذ برامج الصحة المدرسية وخصوصاً ( برنامج المدارس المعززة للصحة ) بشكل ممتاز بعكس المبنى القديم والذي مضت سنوات طويلة على تأسيسه مما يجعلنا نجزم بأنه ليس هناك مجال في نجاح وتميز تلك المباني الطاعنة في السن إذا ماطبقت برنامج ضخم ومهم كبرنامج المدارس المعززة للصحة .
ولكن هذا لم يكن عائقا أمام كثير من تربويات ينتمين إلى مباني مستهلكة قديمة إذ اثبتن العكس تماما فتكونت لدي فكرة إدراج هذه الحقيقة والتي لمستها من خلال عملي مايقارب العامين كسكرتيرة تنفيذية لبرنامج المدارس المعززة للصحة بالمدينة المنورة ضمن هذا المنتدى العامر لتكون دافعا لكل من تتردد ولو قليلا في تحمل مسئولية تعزيز صحة الطالبات من خلال المدرسة ضمن الموارد والإمكانيات المتاحة بالمبنى المدرسي .
فلنأخذ مثال على ذلك الابتدائية السابعة بالمدينة المنورة والتي تأسست عام 1385هـ مما يعني أن عمر المبنى 42 عاما إذ بادرت إدارة المدرسة بتطبيق برنامج المدارس المعززة للصحة ولمدة عامين بشكل جدا مميز وقد حظيت هذه المدرسة بزيارة كريمة من سعادة الدكتور سليمان بن ناصر الشهري مدير عام الصحة المدرسية وبرفقته سعادة د. يوسف بن علي الفقي مدير عام التربية والتعليم للبنات بالمدينة المنورة ضمن فعاليات اللقاء التعريفي ببرامج الصحة المدرسية و المنعقد في الفترة 15-16/4/1427هـ
فقد أثبتت هذه المدرسة أنه ليس بالضرورة أن يكون المبنى حديث البناء ليكون صحيا وصالحا لتطبيق برامج الصحة المدرسية حيث أن إدارة المدرسة كان لها دور جوهري في المحافظة على المبنى وتحسينه وإطالة عمره بتدعيم النظام الإداري بالمبادرات الإصحاحية للبيئة المدرسية والاهتمام بالبيئة المعنوية والعلاقات الإنسانية لكافة منسوبات المدرسة ( معلمات ، عاملات ، طالبات ) ليشعرن جميعا أن هذا المبنى شيئا ثمين يجب المحافظة عليه وبذل كل جهد لإظهاره بالمستوى المشرف الذي يلمسه كل زائر لهذه المدرسة .حيث تعمل أسرة المدرسة جاهدة وبروح الفريق الواحد على تصحيح البيئة المدرسية بشكل مستمر تصحيحا يشمل جميع مرافق المدرسة شاملا ترميم المبنى والأثاث والمعدات آخذين بعين الاعتبار الإضاءة والتهوية .فأصبحت مكانا آمنا تجري فيه الأنشطة الطلابية بأنواعها في أمن وأمان .
فكل الشكر والتقدير لجميع منسوبات المدرسة الابتدائية السابعة بالمدينة المنورة وعلى رأسهم مديرة المدرسة الأستاذة حنان بركات على ماقدمنه وما يقدمنه من جهد دؤوب يهدف الى جعل المدرسة مدرسة معززة للصحة وفعلا هذا ماتحقق ليحصد ثمرة هذا الجهد بناتنا الطالبات أمهات المستقبل وبرفقه صور لمرافق المدرسة ...