تذكر كتب التربية أن أخاً طرق باب أخيه في حاجة، فلما قضاها له، أغلق الباب، ثم بكى، حتى أشفقت عليه زوجته، فسألته عن سبب بكائه، بعد أن ظنت أنه قد تأسف على المال الذي أعطاه لأخيه، فقال لها: ليس على إعطائي أبكي، بل أبكي لأنني لم أشعر بحاجة أخي واضطررته لطرق بابي وسؤالي.
هذا ما يجب أن تكون عليه الأخوة في الله: شعور متبادل بين الإخوان، يشعر الأخ بحاجة أخيه وبمشكلاته، وبآلامه، وبمرضه، وفرحه، تماماً كما وصفهم النبي ص: "كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى'".
والصديق الذي لايشعر بصديقه لم يعرف بعد أبجديات الأخوة في الله.. وما أروع ما قاله الزاهد الواعظ يحيى بن معاذ: "بئس الصديق صديق يحتاج إلى أن يُقال له: اذكرني في دعائك".
(المستطرف:213).
فالشعور بالأخ يجعل من الواجب عليك أن تدعو له في ظهر الغيب في غير حاجة منه، لا أن يذكرك بذلك، وإلا فبئست الصداقة، وضاع معنى الأخوة.