القدس (رويترز) - قال مسؤول حكومي إن زعماء إسرائيليين قرروا يوم الأربعاء ألا يأمروا بشن عملية موسعة في قطاع غزة للحد من عمليات إطلاق الصواريخ عبر الحدود لكنهم لم يستبعدوا قطع إمدادات الكهرباء الإسرائيلية إلى القطاع.
وكثيرا ما يطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ قصيرة المدى على إسرائيل من غزة. وأثار انفجار قرب حضانة في بلدة سديروت الإسرائيلية هذا الاسبوع دعوات للرد على هذه الهجمات.
ولم يقتل احد في الهجوم لكن لقطات تلفزيونية للأطفال والأهالي الذين أصيبوا بصدمة لمست وترا حساسا في إسرائيل. واجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع حكومته الأمنية لدراسة القيام بعمل عسكري أشد لوقف الهجمات الصاروخية.
وقال المسؤول الحكومي بعد اجتماع الحكومة الامنية إن وزير الدفاع إيهود باراك أوصى بشن هجمات "محددة" ضد نشطاء بدلا من التوغل على نطاق واسع داخل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ يونيو حزيران بعد تغلبها على قوات حركة فتح.
وحذر بعض أعضاء الحكومة الأمنية قبل الاجتماع من أن شن هجوم إسرائيلي شامل قد يكبد الإسرائيليين والفلسطينيين خسائر ثقيلة ويعرقل الخطط التي طرحتها الولايات المتحدة لعقد مؤتمر عن السلام في الشرق الأوسط في نوفمبر تشرين الثاني.
وذكر مكتب اولمرت في بيان أن قوات الأمن الإسرائيلية التي كثيرا ما تشن هجمات وضربات جوية ضد النشطاء في غزة ستواصل "العمليات العسكرية المكثفة".
كما تدرس إسرائيل أيضا التبعات القانونية لقطع الامدادات الإسرائيلية إلى القطاع الفقير. وقال مكتب أولمرت إن الحكومة تضع خطة "لتعطيل الخدمات" التي تقدمها إسرائيل إلى غزة.
ودعا حاييم رامون نائب رئيس الوزراء وأحد المقربين من أولمرت إلى قطع الكهرباء على فترات عقابا على كل صاروخ يطلق على إسرائيل.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية "قررنا أن نتخذ خطوات محددة للدفاع عن شعبنا."
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين يستهلك سكان غزة نحو 200 ميجاوات من الكهرباء بينها 120 ميجاوات تأتي مباشرة من خطوط كهرباء إسرائيلية. وتأتي 17 ميجاوات من مصر في حين يتم توليد 65 ميجاوات من محطة للكهرباء في غزة.
وعندما سئلت عن الهجمات الصاروخية قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن إسرائيل قد "توصل رسالة لحماس" دون إثارة أزمة إنسانية.
وقوبل التهديد بانتقاد من منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وقالت المنظمة ومقرها لندن "قطع إمدادات الاحتياجات الضرورية مثل المياه والكهرباء... التي لا يستطيع سكان غزة الحصول عليها من مكان آخر بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل سيشكل عقابا جماعيا لسكان غزة في انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية التي تحظر جميع أشكال العقاب الجماعي."
وسحبت إسرائيل مستوطنيها وجنودها من القطاع في عام 2005 في تحرك لا يعتبره الفلسطينيون إنهاء للاحتلال لأن السلطات الإسرائيلية لا تزال تسيطر على حدود قطاع غزة ومجاله الجوي وسواحله